سقيفه كے حقائق



قال: فقام الحُباب بن المنذر بن الجموع، فقال: يا معشرَ الانصار، املكوا عليكم امركم؛ فان الناس في فيئكم وفي ظِلكم، ولكن يجتريء مجتريء علي خلافكم؛ ولن يصدر الناس الّا عن رأيكم ، انتم اھل العزّ والثروة، واولوا العدد والمنعة والتجربة، ذو والباس والنجدة؛ وانما ينظر الناس الي ما تصنعون؛ ولا تختلفوا فيفسد عليكم رأيكم؛ و ينتقض عليكم أمركم؛ (فان) أبيٰ ھؤلاء الّا ما سمعتم؛ فمنّا أمير ومنھم أمير۔

فقال عمر: ھيھات لا يجتمع اثنان في قرن! واللہ لا ترضي العرب ان يؤمّروكم و نبيھا من غيركم؛ ولكن العرب لا تمتنع أن تولّي أمرھا من كانت النبوة فيھم و وَلي أمورھم منھم؛ ولنا بذلك علي مَن أبي من العرب الحجة الظاھرة والسلطان المبين؛ من ذا يناز عنا سلطانَ محمد و امارتہ، ونحن أولياوہ و عشيرتہ الامُدلٍ بباطل، او مُتَجانِف لاثم، و مورِّط في ھَلَكة!

فقام الحُباب بن المنذر فقال: يا معشر الأنصار ، أملِكُوا علي أيديكم، ولا تسمعوا مقالة ھذا و أصحابہ فيذھبوا بنصيبكم من ھذا الأمر؛ فاِن أبوا عليكم ما سألتموہ، فاجلُوھم عن ھذہ البلاد، و تولوا عليھم ھذہ الأمور؛ فأنتم واللہ أحقّ بھذا الامر منھم؛ فانہ بأسيافكم دان لھذا الدين من دان ممّن لم يكن يدين؛ جذيلھا المحكّك ، و عذيقھا المرجب! اما واللہ لئن شئتم لنعيدنّھا جذعة؛ فقال عمر: اذاً يقتلك اللہ! قال: بل اياك يقتل!

فقال أبو عبيدة: يا معشرَ الانصار؛ انّكم أوّل من نصر و آزرَ؛ فلا تكونوا اوّل من بدّل و غير۔

فقام بشير بن سعد ابو النعمان بن بشير فقال: يا معشر الأنصار؛ انا واللہ لئن كنا أولي فضيلة في جھاد المشركين، و سابقة في ھذا الدين؛ ما اردنا بہ اِلّا رضا ربنا و طاعة نبينا، و الكَدح لأنفسنا؛ فما ينبغي لنا أن نستطيل علي الناس بذلك ولا نبتغي بہ من الدنيا عرضا؛ فان اللہ ولي المنة علينا بذلك؛ اَلا انّ محمداً صلي اللہ عليہ وسلم من قريش، و قومہ أحقّ بہ و أولى، وايم اللہ لا يراني اللہ أنا زعھم ھذا الأمر أبدا، فاتقوا اللہ ولا تخالفوھم ولا تنازعوھم!

فقال ابوبكر : ھذا عمر، و ھذا أبو عبيدہ، فأيھما شئتم فبايعوا۔ فقالا: لا واللہ لا نتوّلي ھذا الأمر عليك، فانك افضل المھاجرين و ثاني اثنين اذھما في الغار، و خليفة رسول اللہ علي الصَّلاة؛ و الصَّلاة افضل دين المسلمين؛ فمن ذا ينبغي لہ ان يتقدّمك او يتولّي ھذا الامر عليك! ابسُط يدك نبايعك فلما ذھبا ليبايعاہ، سبقھما اليہ بشير بن سعد، فبايعہ، فناداہ الحباب بن المنذر: يا بشر بن سعد: عقّتك عقاق؛ ما احوجَك الي ما صنعت، أنفستَ علي ابن عمّك الامارة! فقال: لا واللہ؛ ولكني كرھت ان انازع قوماً حقاً جعلہ اللہ لھم۔

ولما رأت الاوس ما صنع بشير بن سعد، و ما تدعُوا اليہ قريش، و ما تطلب الخزرج، من تأمير سعد بن عبادة، قال بعضھم لبعض، و فيھم أسَيد ابن حضير، وكان احد النقباء: واللہ لئن وليتھا الخزرج عليكم مرّۃ لا زالت لھم عليكم بذلك الفضيلۃ؛ ولا جعلوا لكم معھم فيھا نصيباً أبداً فقوموا فبا يعوا أبابكر۔ فقاموا اليہ فبايعوہ، فانكسر علي سعد بن عبادة و علي الخزرج ما كانوا أجمعو لہ من امرھم۔

قال ھشام: قال أبو مخنف: فحدثني ابوبكر بن محمد الخُزاعى، أن أسلَم أقبلت بجماعتھا حتي تضايقّ بھم السكك، فبايعوا ابابكر؛ فكان عمر يقول: ما ھو الّا أن رأيتُ أسلم فأيقنتُ بالنّصر۔

قال ھشام، عن أبي مخنف: قال عبداللہ بن عبد الرحمن: فأقبل الناس من كلّ جانب يبايعون أبابكر، وكادوا يطئون سعد بن عبادة، فقال ناس من أصحاب سعد: اتقوا سعداً لا تطئوہ، فقال عمر: اقتلوہ قتلہ اللہ! ثم قام علي رأسہ، فقال: لقد ھممتُ أن أطأك ھتي تُندَر عَضُدك؛ فأخذ سعد بلحية عمر، فقال: واللہ لو حصصتَ منہ شعرہ ما رجعت و في فيك واضحة؛ فقال ابوبكر: مھلاً يا عمر! الرّفق ھاھنا أبلغ۔ فأعرض عنہ عمر۔

وقال سعد: أما واللہ لو أنّ بي قوّة ما، أقوي علي النھوض، لسمعتَ منّي في أقطارھا و سككھا زَئيراً يجحرِك واصحابك؛ أما واللہ اذاً لألحقنك بقوم كنتَ فيھم تابعاً غير متبوع! احملوني مِن ھذا المكان، فحملوہ، فادخلوہ في دارہ، وترك اياماً ثم بعث اليہ أن أقبِل فبايع فقد بايع الناس و بايع قومك؛ فقال: أما واللہ حتي أرميكم بما في كنانتي من نبلى، وأخضِب سنان رمحى، وأضربكم بسيفي ماملكتہ يدى، وأقاتلكم بأھل بيتي ومن أطاعني من قومى؛ فلا أفعل، وايمُ اللہ لو أنّ الجنّ اجتمعت لكم مع الانس ما بايعتُكم، حتي أعرَض علي ربّى، وأعلَم ما حسابي۔



back 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 next